فدخل
يوما بعض السكك ، فوجد صبيا يبكي وأمه تضربه ، ثم أخرجته من الدار
فرجع
إلى باب الدار ، فوضع رأسه على عتبته فنام ، فلما استيقظ جعل يبكي ويقول :
يا
أماه من يفتح لي الباب إذا أغلقت عني بابك؟
ومن
يدنيني من نفسه إذا طردتني؟
ومن
الذي يؤويني بعد أن غضبت علي؟
فرحمته
أمه فقامت فنظرت من خلل الباب ، فوجدت ولدها تجري الدموع على خده ،
متمرغا
في التراب ، ففتحت الباب ، وأخذته حتى وضعته في حجرها ، وجعلت تقبله
وتقول:
يا
قرة عيني وعزيز نفسي ..
أنت
الذي حملتني على نفسك ..
وأنت
الذي تعرضت لما حل بك ..
لو
كنت أطعتني لم يكن مني مكروها ..
فقال
الرجل :
قد
وجدت قلبي .. قد وجدت قلبي ..
هل
تعرف كيف وجد قلبه؟
في
التذلل على عتب باب ربه ، والخضوع لمولاه والفرار منه إليه ، لأن كل شيء تخافه تفر
منه
إلا
الله إذا خفته فإنك تفر إليه ..
فَفِرُّوا
إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ [سورة
الذاريات الآية:50]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق